رقمية القصة
بتطور الأدب إلى رقمي تتطور كذالك البنية والسياق واللغة والأسلوب وطريقة التقديم وحتى المواضيع ، فالقصة انفتحت على مواضيع افتراضية متوسلة بما تتيحه لها التكنوجيا من وسائل تضفي على القصة جمالية جديدة على المستوى الفني ولموضوعاتي .
فشكل القصة محطات لا يفارق مضمونها، فيسير بالتوازي معه ذلك أن الشكل والمضمون دائما يلتقيان فشكل القصة يوحي بدلالات فقد يكون موضوعها مختلف عن المواضيع السائدة ويمكن أن يكونعبر وعالج الموضوع بطريقة تكنولوجية تلائم القارئ الرقمي ، فبالنقر على العنوان نتطلع على جدول أو شبكة تحمل عناوين مختلفة لون الخلفية أزرق وكتابة العناوين باللون الأزرق الداكن ، وهذا النموذج ينتمي إلى النموذج الجدولي وهو) هنا التعريف للنموذجو )
شَمٌّ
زِيطِي
بطيخة
إبزيم
وميض
ظلام

صوت
أيام
إلكترا
رعد
ضوء
قارورة
طفولة

صقور
رحمة
مصفاة
عمال
مُرَبَّى
ديدان
أقران

تَكْوَازْ
حكاية
وقت
بعد
عودة
ذكريات
خلاص

تَمَاسٌ
موريس
سماء
استعراض
زيادة
صوت
رمضان

Dose
فَرَّاگَة
دفء
زواج
إسطبل
ماء
سقوط

نفس
رغبات
بيبي
قالب
ابتلاع
وصفة
سوق

3/4
حانة
سندويتش
شبه
حياة
زيغ
موت

قاع
شعر
تسلية
سوريالية
حشمة
مال
شيمة

ظلام
ممكن
طريق
وداع


وتوجد القصة في موقع )))))))) وتتكون من ستة وستون رابط تتبتدئ بظلام وتنتهي بظلام فعندما ننقر على أول رابط وهو ظلام يكشف لنا عن ما ورائه نص من القصة مكتوب بلون أسودبخلفية خضراء نجد في أسفله كلمة رؤوسهم باللون الأزرق هي الرابط الذي يِدي إلى النص الثاني لنجد رابط ثالث يوصلنا نص ثالث وهكذا في إطار حرحة دائرية و سلسلة لا متناهية من الروابط تكشف أسرار القصة تعود من حيث بدات ، ولا بتغير النص سواء بالنقر على الرابط من داخل النص أو بالعودة إلى الخارج ، ونجد أن الرابط الموجود أسفل النص هو عنوان النص الموالي ك رابط حكاية ، وقتا ، ..وقد يكون الرابط كلمة تغاير العنوان في الشكل الخارجي كرابط ظلام ، وميض/،...وهذه الروابط المذكورة توصلنا إلى النصوص الموالية ،كما تتوفر القصة على روابط أخرى تخفي ما يدعم السرد رقميا ، صور وملصقات مثلابالنقر على رابط إلكترا باللون البنفسجي في نص المعنون بالرابط صوت نجده يخفي صورة لمذياع قديم، ثم بالنقر على رابط قالب والرابط هو نفسه عنوان النص تظهر لنا صورة لقالب السكر ، وصورة الشاعر في النص بالنقر عليهى تظهر لنا صورة لفنان هندي ، ، كل هذه الروابط تسمى<< روابط متفاعلة ، ونجد أخرى غير متفاعلة >>هدفها هو الشرح والتفسير والتعريف مثلا رابط ركوبة التي تحيلنا على الشرح لذلك المصطلح ،
هذه الروابط بنوعيها أضفت على القصة الحركة والذينامية .
يمكننا القةل أن كل ما قيل يجسد لنا رقمية القصة فهي أعتمدت الروابط بنوعيها ووظفت الصور التي تذهب الغموض عن المتلقي
لكن بالنظر ألى النص الرقمي نجد هذه القصة ناقصة في توظيف مميزات النص الترابطي نت الفيديو والموسيقى والصوت ، كما أننا تعودنا أسفل النص الرقمي تكون مساحة المتلقي التي يبدي فيها أراءه ونقده ،وهذه الميزة غائبة كذلك.
في العمق تبقى قصة رقمية حققت أهداف التفاعل ، وأزاحت القارئ من الهامش لتسكنه في المركز ، . .

قراءة في العنوان:محطات"سيرة افتراضية لكائن من ذاك الزمان "

إن نظرة قرائية بسيطة أولية من خلال العنوان محطات يمكن أن تعالج المحطات الحياتية الإنسانية أي جميع مراحل الإنسان ، و"سيرة افتراضية لكائن من ذاك الزمان " فيمكن أن "التكنوقاص " عالج حياة الإنسان الماضية في زمن ولى بطريقة افتراضية تكنولوجية في قالب تكنولوجي حتى يتعرف عليها القارئ الرقمي المعاصر ، ويمكن أن تكون هذه القصة عانى منها الإنسان في ذاك الزمان ولم يتخلص منها وانتقلت معه إلى هذا العصر.

موضوع القصة وقضاياها:


في الكتابة لا توجد فكرة بريئة اطلاقا ، فاختيار محمد اشويكة لفضاء القرية كمكان عاش فيه كائن من ذاك الزمان ليس بريئا كذلك فهو فضاء مهمش ومعزول وعزلة القرية تشكل مادة أولية لهذه القصة ، ولابد من وجود عامل ذات ومعاكس في أي حكاية كانت وهذا يترجم استمرار>> الصراع وافتقاد الحياة السوية واختلال القيم المجتمعية >> أي صراع بين الكائن والممكن .

موضوع القصة:

القصة تعالج موضوع رئيس وهو ما تعانيه الشخصية المغربية البدوية خاصة من تهميش وقهر اجتماعي ساهم في تفاقم عدة مشاكل وترسيخ قيم ثقافية مغلوطة نهجت على منوالها الأجيال رغم تقدم الزمن .
وصور محمد اشويكة هذه المعاناة والعادات في شخصية "البطل " الذي عانى الكثير في فضاء منعزل يعاني غضب الطبيعة << سنوات الجفاف >>.

تحمل أعباء كثيرة مادية تتمثل في حرمانه من الدراسة وفقدانه لأبيه في غياب من يعول أسرته ، فهو لم ينعم قط بطفولته ولا بمراهقته <<لم ينعم بطفولته ولا مراهقته >> ، فاشتعل منذ صباه وتحمل مذلة رب العمل من اجل امه فاشتعل عند اقطاعين << وهو يشتغل لدى إقطاعيي البلد >> وامتهن مهن أخرى << اشتعل ... معامل تصبير وعصر وترقيد الخضر والفواكه >> .، ومعنوية متمثلة في معاناته النفسية وتضارب رغباته وكبته العاطفي << استحضر حلم الاستقرار والزواج... ومعانقة امراة >> ، كل هذا أفقده الرؤية الحياتية المستقببلية جعله كائنا يحرس امواله ويعيش الفقر ويخاف الموت يمارس أي شيء << جرب قوة أساطينه في أول شاة >> ويأكل أي شيء <<أخذ يلتهم ما في الصندوق كما تلتهم البقرة الرومية العشب >> ( وسطه الديدان) .

إن معاناة البطل جراء الفقر والحرمان و تهميش الدولة للفضاء البدوي دفعه إلى الهجرة للمدينة للبحث عن حياة أفضل وعيش كريم .
وعلى هامش هذه القضية الأساس عالج القاص مواضيع تتفرع عنها متماسكة في دلالتها لتكشف عن مأساة الواقع البدوي في يوميات حياته وعاداته وطريقة عيشه .

قضايا القصة:
يمكن القول أن كل قضايا القصة تدخل في المهمش أو ما يسمى "بجمالية الهامش " حيث الأحداث كلها تدور داخل فضاء مهمش وهو القرية فنجد موضوع:

الجفاف : يعاني منه الإنسان القروي لأن الزراعة مصدر قوت عيشه ،فينتظرون المطر مهما كانت نتائجه <<يتظر الناس المطر ...ولو وقعت السماء على رؤسهم >> .

البنية التحتية : هشاشة البنية التحتية للقرية حيث يصور الكاتب لنا خوف السكان من المطر رغم انتظاره <<يرتجف الناس واهنون >> .

الأمراض المنتشرة :ويشير لكثرتها وعدم توفرهم على مستشفى مما يؤدي الى الموت في بعض الأحيان << يتذكر من مات بالجذري أو العواية أو بوحمرون أو لثغات الأفاعي أو بفعل النزيف أثناء الوضع أو ليلة العرس...>> .

الإستعمار : خلف مشاكل استفادة الوجهاء وحرمان الناس البسطاء <<الطرق التي آلت بها ضيعات المستعمر إلى بعض الوجهاء >> .

موضوع العزلة : المتمثلة في جهل السكان لأي شيء رغم تداول الناس له مثلا على

مستوى اللباس :إعجاب بالحزام الجلدي بالسروال الرومي الدخيل على القرية لم يعرف طريقة فتح الحزام <<لبس السروال أحكم وثاق الحزام ...أراد فتح الحزام فلم يستطع لذلك سبيلا >> .

الجهل :

جهل السكان للتكنولوجيا في أبسط تجلياتها كالمذياع أصابتهم الدهشة والغرابة بعد سماعه <<فيصاب الناس بالذهول ...منهم من ينصرف لاعنا الشيطان...ومنهم من يرفع رأسه صوب السماء مستغفرا الله خائفا من قرب الساعة وعودة الدجال >> .

جهلهم القيم الدينية مثلا يضاجعون أي كان <<يدسون اشياءهم حين تنتفخ في ثقب أي كائن حي متاح >>.

طقوسهم الخاصة قي رمضان بعيدة كل البعد عن الطقوس المفروضة أن تكون مثلا
<< تضع رأسها بين ركبتيها إلى أن ترى غريمتها ما بين ساقيها تكوز اتجاهها مزيلة سروالها...وتتللك كانت عادتهن أثناء كل شنآن (الترمضينة) >>.

الاغتسال : لا يعرفون ما هو يعشون في العفن <<عرق الكراطيط يملاْ الأجواء >> .


طقوس والعادات:

عادات الزواج وطقوسها السطحية والعميقة جسدها في صورة الأطفال يقلدونها تتجلى الأولى (السطحية) << يلعبون في اختلاط تام يقلدون الكبار..يغنون أغاني الشيخات ...يرقصون سواسية >> ،الثانية (العميقة) << رسم الأطفال لابن (العريس) وعروسه...بيتا على الأرض .وضعوا فيه فراشا .أدخلوه على التو. بدأ الأطفال يرددون أغنية الانتظار...>>.

عادات الختان:
رغم عدم تخصص "الحجام " يغامر الناس ويقدمون أبنائهم له يستهتر بالأطفال كأنهم فئران تجارب <<هناك من قطع الحجام كمرة قضيبه..وهناك من قطع قلفته..وهناك من ترك شيئا منها طائشا..وهناك من قتله الحجام >> ، لكنه اجبار لا اختيار لعدم وجود البديل في القرية.

في طريقة الأكل : <<يحكون مؤخراتهم بأصابعهم و يأكلون >>

في المأكولات :<<يغسل لحما داخل المبولة >> ، <<كباب عبارة عن لفاف مقطعة من أمعاء المواشي تزيدها رائحة الفرث لذة >>...<<أصوات الكلاب والقطط والحمير والبغال تتناغم في جمجمته >> بسبب أكلها لأن البائعين <<يسهمون في تسمينها... >> وتقديمها للزبناء بسخاء دون أن يعلموا ذلك .
المشروب الرئيس لدى سكان القرية شرب شاي القالب فهم مولعين به لأنه صميم العادة << الإصرار على شرب شاي القالب >>.

وفي طريقة الكلام الساقط حيث الأدب ظاهريا فقط ليظهر بذلك تناقض الشخصية المغربية في بعض تجلياتها .

موضوع الاستغلال :
استغل العم يتم حيمود وأخوه واستولى على أراضيهما وحقوقهما << استغل يتمه المبكر رفقة أخيه قسطا على كل شيء >> مما يبلور الكراهية والانتقام من طرف حيمود .

ثم استغلال فضاء القرية للتجارة في المخدرات لسكونه.

استغلال الطفل اليتيم وتعاطيه للفساد << بعد موت أمه مذ كان رضيعا تلقفته عجائز القبيلة ..اكتشفت جماله إحدى مدرساته أخذت تأخذه معها. اكتشف أيضا نساء مطلقات...تعود التناوب عليهن أو اعتدن التناوب عليه >>.
استغلال القائد لاسمه وسلطته .

موضوع الشعوذة :


تعاطي نساء القرية للشعوذة بشكل كبير نظرا لتفكيرهم المتخلف ويلتجئن اليها لأنهم <<يعتقد الأمهات أن ذلك نتيجة تعرضهم لأذى العين أو السحر أو المس >>,يتبعون نصائح العجوز دون مراعاة العواقب المترتبة عن ذلك .
موضوع الغناء الشعبي :
قدم لنا القاص ألوان غنائية شعبية:

كفن الشيخات:
<<هزيت عني ليك أربي
وافرح قلبي حطيت عيني
واللي بغا الله كَاع بغيناه...>>.

وعبيدات الرمى والأندلس وفن العيطة وقدم لنا أغنية مناسبة الأعراس ( الانتظار) :

<<مْشى الليل أوُ جات ليالي
واه أبابا...>>
وأغنية في الختان :

<<أحجام أحجام ... حَاوْ لْ عٍليه يْرْحْمْ بُوكْ
أحجام أحجام ...عآر اوْليْدي بين يديك >>.


موضوع المهن المهمشة :

لقد تحدث التكنوقاص عن عدة مهن مهمشة يقتات منها المواطن إلى يومنا هذا كماسح الأحذية والباعة المتجولون والدباغ ورسم معاناتهم <<كانت أصابع يديه ورجليه تأخذ كل يوم لونا >> ،و المشتغلين في الهندية << تحول أصابع المشتغلين بها إلى ما يشبه البالونات الصفراء جراء التقيحات الناتجة عن وخزات الاشواك الرقيقة >> .، يكشف نقص وسائل العمل وعدم توفرها مثلا من أجل حماية الايدي من وخزات أشواك الهندية أو من ألوان الصباغة ... ،ثم مهن مسكوت عنها منتشرة ومحرمة ظاهريا ..مثلا المصاص و "العزام " .

موضوع النضال ومصيره :

حيث حصر النضال داخل اسوار الجامعة فقط جسده في شخصية حيمود وما نادى به من قيم ماركسية اضمحلت وانسلخ منها بعد ما خرج من الجامعة وأصبح موظفا يطبق البيروقراطية .

موضوع المرأة:


خصص للمرأة مساحة متميزة داخل عوالم القصة فجسدها في عدة صور من قبيل :

المرأة المغلوبة :سلطة الرجل وحرمانها من التمتع بالحرية << تسللت أم فاطمة التي كانت تزور أهلها بعد انصراف الأب إلى المسجد لأداء صلاة المغرب >>.

المرأة المحرومة : من الاستفادة من الأراضي التي تقسم << لا حق للمرأة في الارض >> أي النظرة التحقيرية لها .

المرأة المشعوذة : الرجل لا يقبل تللك التصرفات ، أما المرأة هي من تتعاطى لها انتاجا واستهلاكا ولا اهتمامات لديها سوى ذلك.

والنظرة التقزيمية للمرأة والنظر اليها فقط جسديا << كم خالة نراها باشتهاء >> ، << معانقة امراة >>.
المرأة المطلقة : <<يتناوب عليهن >> فالكاتب يشير للنظرة السوداوية على المرأة المطلقة .

المرأة "الشيخة " : الكاسبة للمال عن طريق الصوت وإظهار مفاتن الجسد عبر الرقص << أسنانها بيضاء كأذرعها وأفخاذها...كانت رقصتها تجعل بعض الحاضرين يتهور في النهوض لمراقصتها ...تتقاطر الأوراق على صدر مليكة...>> .
صورة بنت الجامعية في الحي : نظرة المجتمع اليها << مغامراته مع بنات الحي الجامعي >> .
يتضح لنا أنه قدم عدة صور للمرأة : الأم ،الزوجة،والأرملة والجامعية والمطلقة ،والمتعلمة والجاهلة وبلور وصف دواخلها النفسية و كذا الخارجية وصفا دقيقا .

موضوع السياسة:
إن السياسة لم تسلم من سلاطة لسان الكاتب حينما قال <<تختلط السياسة بالسذاجة >> .

موضوع التعليم :
تطرق اشويكة كذلك لموضوع انحطاط التعليم وعدم مراقبة المعلمين من طرف المسؤولين وانعدام الضمير لدى المعلمين فجاء على لسان الابن :
<<أدخل سي سليمان تلاميذ فصله وعاد لحقله >>
<< التحقت المعلمة سعاد بفصل السي حليم وطال حديثهما >>.

أي أن المعلم لا يقوم بدوره ويقضي مصالحه وأشغاله على حساب تلامذته .

موضوع الانفتاح:

حديثه عن مقاطع موسيقية "لبوب مارلي " مما يوحي بتعدد الأذواق حسب الطبقات والمستوى المعرفي.
<<How good and how pleasant it would be fore God man , yeah-eah!
To see the unification of all Africans ,yeah!...>>

إن اشويكة عرج على جميع محطات الحياة منذ الطفولة والمراهقة والشباب الشيخوخة ورسم آماله وطموحاته. ، وتطرق لكل القضايا الصغيرة والكبيرة وكل يوميات البدوي وآماله وألمه ، ومسح الغبار عن كل منسي ومهمل وعرى الطابوهات عالج كل هذا بطريقة جريئة وساخرة ومفضوحة .

واعتمد الكاتب النبش في كل ما هو هامشي ومهمش وما يبدو للعامة غير ضروري فهو تطرق لهذه المواضيع قصد التصويب من الذات الإنسانية وتفجير مكبوتها فتحدث عن المعاناة لمس مواطن الألم والفرح الذاتي والإنساني واعتمد الوصف الدقيق المصور للمشاهد وكأنها مجسدة فعليا أمام القارئ واعتمد دائرية الحدث فانتهى حيث ابتدأ ، وكأنها نصوص مستمرة لا تنتهي تارة تستجيب لأفق انتظار القارئ وتارة تكون مخيبة له .

والقصة بدائريتها تبين أن الأحداث والمشاكل المشار إليها عاشها الإنسان البدوي منذ ما بعد الإستعمار لازال يعاني منها إلى الآن تتكرر معها في القرية والمدينة والدليل على ذلك تكرار أول نص تبتدئ به القصة في نهايتها .












البناء السردي والحجاجي للقصة :
إ ن قصة محطات لمحمد اشويكة بنيت رقميا على هندسة خاصة ، وفي عمقها دلالات مهمة ومتنوعة مست الإنسان في معظم جوانبه العامة ولابد من اساليب وطريقة بناء ساهمت في تشيدها فنجد :
1) بنية الزمن ودلالته في القصة:
العنوان يحمل دلالة الزمن ويظهر جليا في "سيرة كائن من ذاك الزمان " فهي تدل على زمن الماضي .
إن المنحى العام للزمن يؤدي إلى دلالة الماضي فهي عبارة عن حكاية مسترجعة ، ولم تعتمد التسلسل المألوف فنجد المفارقات الزمنية الاسترجاع حينما كان يتحدث عن نفسه واسترجع << تذكر صورة ابن جارتهم العرجاء وهي ترغم ابنها الصغير على شرب وصفة فقهية >> ، وبذلك تتراوح الأحداث بين الماضي والحاضر هو الزمن الذي يطغى على القصة وبالتالي فزمن القصة ليس هو زمن الحكي وهذا الإضظراب و اللاترتيب حفظ النص من شرك الرتابة ، ونجد تقنيات سردية زمنية تتغير مجرى الحكي في القصة من حيث اختزال زمنها وامتداده منها:

الاختزال والتلخيص :حيث لخص له معاناة طفولته في مقطع صغير جدا <<لم ينعم بطفولته ولا مراهقته >> ،<<سأحسم معك خصام السنين >

الحذف : <<بعد انتهاء أربعينة أمه...أتى الابن بفاطمة >> لم يتحدث عن أربعينية أمه وما جرى فيها من أحداث حذف هاته المرحلة ، وينطبق الأمر كذلك على عقدته مع البغال لم يذكر السبب ولا قصته معها <<لم يعد يطيق اسم البغل >> ، وكذلك حذفه لما جرى في الحي واكتفاؤه بهاتين الكلمتين ،<<لم ستمتع ومغامراته مع بنات الحي الجامعي>>لم يذكر ماذا جرى في هته السنين . لقد اختزل الأحداث في جمل وهذه التقنية السردية تقلص زمن القصة وتسرع ايقاع السرد فيها .

ونجد كذلك تقنية المشهد :حيث يتوقف السرد فنجد الحوار ( دار بينه وبين زوجته قال) :
<< - ما معنى "صلبان" ؟
- حجر يستعمله الناس في البخور قصد طرد الجن ...
- لا أراك إلا أنت في هذا البيت ..أنت الجن الوحيد فيه ! >>


ونجد المونولج أو الحوار الداخلي :يحاور البطل نفسه متسائلا عن شخصية فاطمة <<تناسلت إلى ذهنه أسئلة كثيرة

- هي؟
- لا ؟
- من أين قد تكون عائدة؟
- ما سبب خروجها ؟
- لمَ لَمْ تخبرني ؟
- هل مرض الولد فجأة ؟ >>

ونجد الوقفة:
وهي عندما يقف السارد ليصف شخصيات ما أو أماكن بطريقة دقيقة جدا <<تمسك العرجاء كما يلقبها أهل القرية ابنها الصغير بين ركبتيها وهي تُسرًح رجليها الضامرتين وتطويهما جزئيا نحو بطنها .يترنح الصبي باكيا بكل قواه.تفتح فمه ضاغطة بأصبعين تاركة الثالث يتدلى صوب لهاته ...تسكب بكياسة بعض المحتوى فوق أصبعها المتدلي...>>.

إن الغاية من استعمال هذه التقنيات السالفة الذكر توقيف السرد وتكسير رتابته .


علاوة على ذلك نجد تنوع الازمنة :
الزمن الفلكي :دقيقة حياة واحدة ، خمسة دقائق , نصف ساعة،سبعة أيام،فصول ،مدار السنة ، تسع سنوات،،أعوام...
الزمن الاجتماعي : سنوات الجفاف ، زمن الضيق و الخصاص ...
الزمن التأريخي : الإستعمار.
الزمن الفيزيائي :الفجر ،صباحا،ليلة...
الزمن المبهم : خلال إحدى شهور الصيف،في ليلة من ليالي شهر يناير ،في صباح إحدى الأيام ، تتنهد مسترجعة أيامها الخوالي ....
الزمن النفسي :خصام السنين ، اللحظات الهاربة ،لحظات الخوف والإحباط الشديد ...
زمن الذاكرة :زمن السرية اندثرت معه الأحلام ،ليل البادية الوضاء كان ليل القرية غارقا في الأحلام.
الزمن النحوي : يرتجف،ينتظر،يحكى،انتهت،يفكر،سيحصل....


2) بنية المكان ودلالته :

تتوزع وتتنوع الأمكنة في القصة فنجد أما كن مفتوحة : كسفح الجبل ،غابة معمورة ، شوارع مدينة المدينة ،مراكش و
القرية :وهي فضاء مفتوح وشاسع ومكان ألفة وفيها تتحرك الأحداث والشخصيات ؛
توحي بالعزلة و التهميش وفضاء للعادات والتقاليد.
والسماء : مكان مفتوح للأحلام يتطلع اليها البطل في راحة واختيار تامين.

وأماكن مغلقة مثل : البيت وهو مكان ألفة مغلق لإيوائه الشخصيات والأكل والأمان << تتحرك العجوز في البيت >>.
السينما :مكان متطور للترفيه النفسي عادة لكن القاص صورها على أنها سجن يقول<<يعانقون الخارج كأنهم كانوا في معتقلات >>.
مكتب القرض الفلاحي :هو مكان إداري يدل على الحضارة .
المسجد : له دلالة دينية مكان للعبادة <<...انصراف الأب لأداء صلاة المغرب >>
المدرسة: مكان للتربية والتعليم زادت من حدة المشاكل وخوف الأب على مستقبل ابنه نظر لانعدام ضمير المعلمين عدم القيام بمهامهم <<أدخل سي سليمان تلاميذ فصله وعاد لحقله >>...الخ

ضيعات روبير :وتمثل مكان للقهر عند العمال .
الجامعة :فضاء النضال ويبقى داخل أسوارها فقط .
الى جانب هذا نجد مؤشرات على أماكن بطريقة غير مباشرة من خلال أفعال مثلا:
خرج ، عاد الشابان من الجنينة...

3) الشخصيات وأبعادها:

البطل : لم يحدد له اسم وهذا كناية على أنه يمثل الناس المهمشين فقير يرعى الغنم عند أحد الإقطاعيتين ، انقطع عن الدراسة واجهته صعاب عدة يعاني من الحزن والآسى والحرمان يسعى إلى الخروج من أوضاع القرية.

الأم : جميلة << جمالها يفوق الوصف كما تدل حروفها الشاهدة >> حنونة تحب ابنها كثيرة << فين بقيت أولْيدي>>.فقيرة حزينة فقدت بصرها جراء هجر زوجها لها <<ظلت تنتظره على أن ملت...فقدت بصرها من كثرة البكاء والكمد والفراق >>

المشعوذة:في صورة المرأة المؤدية بالناس إلى الهلاك ...عجوز جاهلة
فاطمة : زوجة البطل الجاهلة مستهلكة للشعوذة ،جميلة شابة.
حيمود:صديق البطل يمثل الشاب المثقف المناضل في الجامعة والرفيق والموظف الفاسد .
الكراطيط : بؤساء يخافون الموت شبه عرايا بخلاء حتى مع أنفسهم.
الطفل :يدرس هو من حدد مصير والديه فساهم في فكرة الهجرة الى المدين خوفا على مستقبله .

الشخصيات الثانوية:

الجد :شخصية تقليدية من فصيلة الكراطيط يمثل الشخص البدوي المنطوي على ذاته ،يصور حياة البدوي وأعماله اليومية.
بائع السندوتشات :يمثل طبقة الباعة المتجولون الذين يبيعون الاكلات الشعبية لكنهم يخدعون الناس ويبيعون لحوم الكلاب والقطط والحمير والبغال ، اضافة إلى ذلك غياب شروط النظافة .
شخصيات الأساتذة : رجالا ونساء لا يؤدون أدوارهم ومنعدمي الضمير .
ابن الأخ :يتيم درس في الجامعة يتعاطى للفساد .
الشيخ حمان :شخصية متناقضة تتلفظ بكلمات نابية .
الشيخة مليكة :تمثل الفن الشعبي تمثل الشيخات .
القايد : يمثل السلطة المتحكم في الأمور المتسلط .
الفقيه : يزاول أعمال أخرى (العزام ،الحجام ، المصاص) أي مـتستر تحت عباءة الفقه .

لقد قدم القاص :شخصياته بطريقة مختلفة من حيث وفرة المعلومات المقدمة عن البطل بشكل غير مباشر أي على لسان السارد كان يرتدي جلباب ...يحلم ...وعن شخصيات أخرى ،ثم من خلال صيغة التقديم فنجد صيغة الأفعال :يدخلون ،يلبسون، يقاوم البرد...وصيغة التقديم :فنجد صيغة الأفعال :يلبسون ...يقاوم البرد..وصيغة الوصف حيث نجد وصف الأم الضريرة ووصف الشيخة مليكة ووصف حليمة ،وقدم الشخصيات بانتسابها الإجتماعي وطبقاتها يشتغل عند الإقطاعين ،والسيكولوجي (يحلم...) ،وأحيانا يستعمل الأسماء كحليمة ،الشيخ حمان ،حيمود ،وأحيانا ترك الشخصية مبهمة الإبن ،الجد،الفقيه...

ولعل الشخصيات المتحركة داخل القصة تربط بينها علاقات فنجد :
علاقة رغبة تجمع بين البطل وفاطمة وبين الخالة والبطل .
وبين المطلقات وابن الأخ
علاقة صداقة تجمع بين البطل وحيمود ،وعلاقة الكراهية تجمع بين حيمود وأخوه مع العم .
علاقة الكراهية بين البطل والمشعودة وبين البطل والفقيه.
4) الحكي في القصة :
وضعية السارد :
السارد داخل القصة ليس مشاركا لكته يحاضر يعلق ينتقد ،ويعطي رأيه <<إننا أمام فصيلة الكراطيط..>> ،<<احمر وجهه ...>>.
الرؤية السردية:
السارد يعلم كل دواخل الشخصيات ،أحلامها مثلا يقول عن البطل << استحضرحلم الاستقرار.. والزواج ومعانقة المراة >> ،وألامها وما يدور في نفسها <<كان ينوي ألا يعود ...>>
أما الضمير المسيطر يتضح أنه ضمير الغائب ( استحضر، انتبه، يلقب ...).
أساليب الحكي اعتمد القاص عدة أساليب دعم بها موضوعه مثلا:
الوصف والحوار (حوار الزوجة مع البطل عن البغل) ،(أم البطل وابطل)الى جانب ذلك نجد السخرية والتحكم << يتلمظن لغة الروم ويشربوم ماء الكروم او بخيييييييييير>>، <<أصحاب الراضي من ذوي كروش البطيخة >>،<< تنخر الديدان عموده الفقري>> ،وعلاوة على ذلك وظف اسلوب التشبيه ( شبه المرأة بالحية ) ، <<يمسح العجول كماسح الأحذية..>> ،والأساليب الإنشائية كالإستفهام << ما العيب في أن يأكل المرء الدود؟ >>.
نجد النص حافل بالتناقضات :
مثال في مجال قروي يتحدث عن مربى الدجاح ويتحدث عن التعديل الجيني وكذلك ذكر البطل المعجب بموسيقى باللغة الإنجليزية على لسان" بوب مارلي" ،وهو لايفهمها ولاينطقها لانقطاعه عن الدراسة ويستمع لها ، والشيخ حمان في سن متقدمة ويتلفظ بكلام ساقط ، والفقيه لايتحلى بالقيم الدينية , وأدرج الحديث عن السينما والحال أن القرية في عزلتها لاتتوفر على أماكن كتلك ،ونجد تقنية التهجين فالتعدد اللغوي الذي تحفل به القصة بتعدد شخصياتها لغة المثقف،والخطاب الأيدولوجي لغة حيمود والحديث عن النضالات ...ولغة الفقيه ...لغة المشعودة ...لغة الأم << فين بقيت أوليدي ؟ ياك لاباس >> ،لغة االمغني <<أنا مش كافر لكن الجوع كافر .>>..ونجد لغة الدارجة تؤدي وظيفتها السردية وتعري المستور << عاش القائد ..عاش عاش ,,اش اش.. آش هاد لحريرة >> ،<< بخ ..بخ..بخبخ..بخبخ..فت فت ..>>.

ووظف الأمثلة الشعبية << دودو من عودو >> ، <<كوفال خالتو >>، ووظف الحكاية كذلك << يحكى أن جده >> فهي تقنية قديمة أعاد لها الاعتبار ،واستخدم تقنية تجريبة وهي الأجناس المتخللة فجمع بين جنس القصة والسيرة الذاتية فنجد في الغلاف قصة ترابطية محطات وعبارة "سيرة افتراضية لكائن من ذاك الزمان "، كما تعمد تشظي النصوص وكأنها مستقلة وهي ثورة على التسلسل المعتاد (بداية وسط نهاية)
ان لكل قاص عالمه وأساليبه الخاصة وأشويكة وظف أساليبه بطريقة خارقة منازعة للمالوف تتبرى منه موضوعا وأسلوبا وتركيبا ولغة ،وفضل الحديث بلغة المباشر دون الرموز والإيحاء أراد بذالك إماطة اللثام عن المحرمات والطابوهات .،
فبهذه القراءة البسيطة التحليلية أجتهدنا في أستخراج ما أ تطعنا الوصول إليه من مكنونات وخبايا هذه القصة معنا وشكلا ، وتبقى في النهاية مفتوحة على كل القراءات والإضافات ولن نكون أستخرجنا كل دواخلها ، ورموزها لأن "سحر" أشويكة في القصة لاينتهي و"قبعته " على الدوام "حبلى بالدرر والجواهر " هذه الجواهر أستنزفت كافة أجهزتنا وعتادنا كقراء لنعثر في النهاية عللى بعض كواليس اشويكة القصصية .
وما يمكن أن نستشفه في النهاية هو ان اشويكة اعاد قراءة التراث بالحداثة والتكنولوجية موظفا أساليبه الساخرة ، ليزيح بذالك القد سية عن القراءات العظيمة المجترة ، فهو أزال عن العادات ستارها كليا ،تارة استجابت لأفق إنتظارالقارئ وتارة أخرى خيبته وجماليتها في ذاك التخييب لأنها تجعل القارئ يعيد القراءة ، وهذا ما ضمن لها الأستمرارية



الموضوع  الأصلي : الفصل التاني من بحث تخرجنا من قضلكم كل الردود تهمنا المصدر : منتديات سميرة الكاتب :malake

ولا رد ولا رررررررررررررررد
وأول منتدى وضعته فيه ولم أجد ولا نصف رد ليس حتى رد متكامل


الموضوع  الأصلي : الفصل التاني من بحث تخرجنا من قضلكم كل الردود تهمنا المصدر : منتديات سميرة الكاتب :malake

خيبتم ظني ولا رد سأحدف الموضوع


الموضوع  الأصلي : الفصل التاني من بحث تخرجنا من قضلكم كل الردود تهمنا المصدر : منتديات سميرة الكاتب :malake

خيبتم ظني ولا رد سأحدف الموضوع
خيبتم ظني ولا رد سأحدف الموضوع
خيبتم ظني ولا رد سأحدف الموضوع


الموضوع  الأصلي : الفصل التاني من بحث تخرجنا من قضلكم كل الردود تهمنا المصدر : منتديات سميرة الكاتب :malake

سيفت الموضوووووووع باش نقراه بتمعن ملك يعطيك الصحة على مجهوداتك


الموضوع  الأصلي : الفصل التاني من بحث تخرجنا من قضلكم كل الردود تهمنا المصدر : منتديات سميرة الكاتب :ام عاصم

أشكرك كثيراااااااااااااااااااااااااااااااااااااا جزاك الله كل الخير اعتدر الموضوع طويل يمكن تعبيتك معاي أتمنى أن تكوني استفدتي تستحقين الف شكر و


الموضوع  الأصلي : الفصل التاني من بحث تخرجنا من قضلكم كل الردود تهمنا المصدر : منتديات سميرة الكاتب :malake

عزيزتي ملك بالعكس لا تعب ولا شيئ الانسان في هذا الوقت لازم اي حاجة تمر عليه يقيمها ويتعلم منها ويعطيها وقته احسن ما يضيع وقته ف حاجة ما منهاش صلاح  شكراااا جزيييييلا لك


الموضوع  الأصلي : الفصل التاني من بحث تخرجنا من قضلكم كل الردود تهمنا المصدر : منتديات سميرة الكاتب :ام عاصم