القصة الرقمية
مقدمة :
(موضوع البحث, الأسباب الدافعة ,العراقيل )

الفصل الأول :
تعر يف القصة الرقمية
مميزات القصة الرقمية
معيقات القصة الرقمية وطموحاتها

الفصل الثاني:

القصة الرقمية "محطات لمحمد اشويكة نموذجا
موضوعات القصة الرقمية وقضاياها
البناء السردي والحجاجي للقصة
ملحق:

معجم القصة الرقمية

خاتمة:
تقويم ,خلاصة









من انجاز الطالبتين:
خديجة لفريحي ووفاء عليوي
تحت إشراف:
د.عبد الرحمان التمارة



تعرف القصة الرقمية:
إن الأدب تعدى حامله الورقي إلى حامل جديد إلكتروني فسمي بذالك أدب إلكتروني أو رقمي أو تشعبي أو ترابطي أو تفاعلي ،<<وهذه المصطلحات تختلف حسب التجارب العربية والغربية،وكذالك تبين مشكلة التعريف الإصطلاحي التي تصادف تحديد أي نوع أدبي جديد >> ، وهو الذي لا يدرك إلا عبر الشاشة الإلكترونية يجمع فيه الكاتب الرقمي بين الإبداع والتقنيات التكنولوجية، وهو امتداد للأدب في حامله الورقي ولا يشكل أية قطيعة معه ، فهو ليس حدا فاصلا يعلن نهاية السابق )الورقي( وإنما حد يبشر ببداية شيء جديد له إمتداداته وأبعاده المختلفة .
فبالتطور الذي طرأ على جميع مناحي الحياة تطور كذلك ،<<لأن الأدب حياة تنتعش من تاريخها >> وبما أن القصة جنس أدبي عرفت بدورها تطورا خلال المراحل التاريخية التي مرت بها بدءا بالشفهي مرورا بالكتابة ثم الطباعة وصولا إلى المرحلة الالكترونية ،التي غيرت من جوانبها الشكلية والمضمونية والجمالية ،فأصبحت لدينا قصة رقمية تدرك عبر الشاشة .




إن الكتابة بشكل عام تطورت تزامنا مع تطور <<الإنسان البيولوجي كأحد تمظهرات المستوى الحضاري بدءا بالنقش على الحجر الذي مارسه إنسان الكهف مرورا بالرقم الطينية ،والكتابة على جلود الحيوانات وعظامها ثم بالريشة والداوة حتى ظهور الالة الكاتبة ،وصولا إلى معطيات الشاشة الإلكترونية كمرحلة جديدة متطورة ضمن المسار التطوري المحتوم لفعل الكتابة >> ، وكتابة القصة كذلك قطعت نفس الأشواط.



إن القصة فن أدبي له مقوماته الخاصة الجمالية والفنية فهي <<عدة حوادث يرويها كاتب ما تناقش قضايا متنوعة لها علاقة بالشخصيات الإنسانية المختلفة تتباين أنماط عيشها وتصرفاتها >> ،فهي تصور لنا حياة ما في فترة ما بل أكثر من ذللك <<تعرفنا بالجوانب الغامضة من حياتنا واشكالياتنا >> يمكن أن تكون من صنع الخيال تعالج مواضيع انسانية من خلال وجهة نظر القاص لإثارة المتلقي لأن<<أهم شيء في العلاقة مع المتلقي إثارته >> .
ويرى الكاتب المكسكي خوان رولفوا << إن للقصة ثلاثة مواضيع أساسية:الحب والألم والموت ، ويقول اشويكة " ما أفسح مجال القصة وما أشقى رؤية رولفو ">>.

فالقصة تعالج كل مواضيع الحياة فهي تحاول التغير وتسعى إلى تجديد الروح ,والأمر ينطبق كذلك على القصة الترابطية بنت التكنولوجيا في وسيطها الإلكتروني تجمع بين تقنيات الأدب وتقنيات التكنولوجيا ،في ظل التغيرات والتحولات المجتمعية التي تفرض أشكالا مواكبة لها للتعبير عنها ،<<لأن الأفكار لا تحكى بنفس التقنيات بل يتم البحث عن
تقنيات أخرى متجددة >> .

ولأن القصة واكبت هذه المتغيرات وأصبحت بمحتوى وجمالية إلكترونيين في حاملها الجديد الانترنيت فهي لم تعد حبيسة الورق، والقاص يغني نصه القصصي بتقنيات تكنولوجية كالصورة والصوت والحركة كلها <<تجسد ما تقوله اللغة >> ،أصبحت نص أدبي على الحاسوب تتجسد فيه الروابط ينشطها القارئ ويتفاعل معها. إنها قصة جديدة أفرزها التطور التكنولوجي الأدبي وبتلك الروابط التي يتحرك عبرها القارئ يتعرف على ما ورائيات القصة وخباياها.
<<فالقصة تتكون من عدة حوادث أو عقد من المعلومات >> يختفي بعضها وراء الروابط وبهذا فهي قصة ترابطية تفرض قاصا وقارئا رقمين وهي <<أكثر النصوص التفاعلية نشاطا داخل السرديات لحيويتها و مرونتها >> ، ولكونها مفعمة بالعواطف ومعالجتها لقضايا الإنسان ،وهذه القصة الترابطية لا تقرأ على الورق بل على شاشة الحاسوب. <<وإن القارئ الورقي يقرا القصة في حيز يمتلكه بين دفتين يعرف حدوده،أما القارئ الرقمي تكون عملية القراءة لديه تفاعلية انفعالية لان الترابط فيها تقنية يجعل التبعثر في حد ذاته جمالا ،والقابض على الكتاب ليس كالقابض على الفأرة فهي نزقة مسافرة تحب المتاهة لا تتوقف >> ،فهذه وضعية تلقي جديدة فرضتها التكنولوجية في التعامل مع القصة الرقمية كما فرضت على القاص أن يكون <<تكنوقاص>> أي يمزج بالتقنية ادبيته بشكل اضطراري لأنها متطلبات العصر .

أن القاص تحول إلى "تكنوقاص " فالقصة ستتغير أتوماتيكيا لأن << من يظن أن القصة كفن حسم في شروط وجوده وحدد قوانينه يعيش جهلا بحجم الجمل > >أي أنها دائما في تطور مستمر بحسب تطور وسائطها فهي تنسجم مع روح العصر وتتجاوز إشكالية الجمود و الاجترار ،وتسمى القصىة الترابطية كذلك قصة << تكنو-أدبية لأنها خرجت من رحم التكنولوجيا >> .
من بين اعلام القصة الترابطية العرب <<صالح حبار وعبد النور ادريس ومحمد اشويكة >> ولابد لهذه القصة من خصائص تميزها.
























خصائص القصة الرقمية
من البديهي أن لكل جنس أدبي خصائصه التي يتفرد بها عن باقي الاجناس الاخرى،والقصة الرقمية لها مميزاتها كذالك فنجد القاص الرقمي ,النص القصصي الرقمي والقارئ الرقمي،إنها عناصرها المكونة لها والمميزة لها في ذات الوقت وذلك بعد اقتران الرقمي بالأدبي .
إن القصة الرقمية كإبداع ادبي تكنولوجي هي <<نص يحفظ اللب الفلسفي والجوهر الإفتراضيي تساير روح العصر >> أي أن هذه المغامرة القصصية الجديدة تحكي عن عوالم افتراضية جديدة كذلك.إذن لما اقترنت القصة كنوع أدبي بالرقمي أو بالتكنولوجيا أصبحنا نتحدث عن خصائص مثل :
1/ خاصية " الرقميةNumeriaues"
إن صفة "الرقمية"تميز القصة الترابطية وذلك بكل ما في هذه الصفة من امكانيات غير محدودة توفرها التكنولوجيا،<<فصفة الرقمية هته تجعل للقصة استيقا وجمالية جديدتين وتمنح للمبدعين فرصا لإطلاق العنان لمخيلاتهم واستثمار المعطيات التكنولوجية في إنتاج الجديد القصصي على مستوى الإستيقا والمواضيع >> .
فهي صفة تجعل للقصة وجودا مغاير على مستوى الشكل والمعنى بتجاوزها للسائد فيهما معا،وتصبح بروح جمالية معاصرة متميزة وبهندسة جديدة ومواضيع تلامس جوهر الحياة التكنولوجية وكذلك حاملها تعدى الورقة إلى الحاسوب. <<وإن إدراك القصة الرقمية وتجليها لا يكون إلا بحضور شاشة الحاسوب والتطلع عليها ومعرفتها موقوفة على برامج الشبكة العنكبوتية ،فيتم إنتاجها عبر برامج خاصة لمعالجة النصوص كالود”Word” مثلا إنه برنامج خاص بالنص الإلكتروني ،يوفر للقصة حزمة هائلة من الخطوط ومن الوظائف والإمكانيات التي تتيح تصغير النص أو تكبيره وتلوينه والتصحيح الإملائي وغير ذلك ،من ادماج الصور والأصوات والجداول وقواعد البيانات >> .
يتضح لنا أن تحقق القصة لا يتم إلا بالحاسوب إنتاجا وتلقيا ،ففي القصة الرقمية يمكننا أن نجد الصور والفيديو والإضاءة فتكون << نص فائق أو وعاء تفاعلي جميل الإخراج متعدد الأبعاد >>
إذن الحامل الجديد للقصة الرقمية هو الانترنيت Internets الذي فعل في أنماط الإبداع فيها فالقصة انتشرت بانتشار الطباعة ، أي القصة الترابطية جانب من جوانب التطور التقني ,الذي من خلاله نتمكن من إضافة <<الصور والموتيفات الأيقوينة التي قد تشرح للقارئ الافتراضي جوهر الفكرة ببساطة ،أو قد تشفي بعض غليل فضوله الحسي ,فهي سهلة القراءة ،والنقد في أي وقت أراد القارئ الافتراضي أن يقوم بذالك ، يقول محمد اشويكة "إنها على أهبة من يغازلها بمجرد نقرة " ,وذلك بفضل شاشات الحواسيب المرتبطة بمخزناتهاServeurs”">> ،فهي توفر على القارئ جهدا كبيرا لما تعرضه على الشاشة والتنقل بين أجزائها بسرعة وهذا يحيلنا على خاصية أخرى تنفرد بها القصة الرقمية وهي:
2/خاصية"حرية البحث"
تمكن التقنية الجديدة من البحث بدون قيود داخل عوالم القصة الرقمية إنتاجا وتلقيا <<فالبحث في القصة الرقمية يكون بطريقة سريعة وذلك بفضل وجود الروابط التي تميز القصة،و التي توفر وتسهل البحث داخلها وتربط بين أجزائها ،كما أن قراءتها غالبا تكون مجانية أو لا تكلف الكثير وتكون زاهدة ، وتحميلها ونقلها سهل جدا لخفتها >> .ويمكن للقارئ الدخول إليها متى أراد .
و بتكسيرها للتراتبية الكلاسيكية يمكن الاستباق أو الرجوع الى الوراء وبدايتها غير محددة وكذلك نهايتها ؛حسب رغبة المتلقي الرقمي علما أن كل <<بداية تؤدي إلى نتائج مختلفة حسب نقطة انطلاق القارئ في عملية القراءة أي الاستخدام >> ، وهي سهلة التخزين وتكون في مساحات محدودة ،مما يضمن لها البقاء والاستمرارية والتجدد ، <<كما أنها تتكون من نص يحوي أخر يتداخل معها و ما يسمى باللعب القرائي >> وكأنه اللعب الذي نادى به دريدا في النظرية التفكيكية فهي تحيل على نص بدوره يحيل على نص أخر حتى الرجوع إلى الأصل .
ولأنها غير خطية ولا تتبع التراتبية لها ثلاثة أبعاد لقراءتها << ،فيمكن قراءتها من اليمين إلى اليسار ومن الأعلى إلى الأسفل ثم نجد العمق حيث الروابط تنتقل إلى ما لا يظهر أمام أعيننا ويمكن أن يكون في اخر الصفحة أو صفحة أخرى أو موقع اخر الروابط توصلنا به >>

إن القصة الرقمية بهذه الميزات تجعل حبها يزداد والانجذاب والإقبال عليها أكثر ومما يضمن لها البقاء والاستمرارية والتجدد ، و<<توظيف القصة يمكن من الإجابة عن الاسئلة المعرفية وتجديد إشكاليتها مهما كانت حمولاتها ومحمولاتها >> .

3/خاصية " الانتشار:

القصة الرقمية قصة بلا حدود ، <<حيث بإمكان القاص الرقمي أن ينشئ نصه الإبداعي القصصي الرقمي ويلقي به في إحدى المواقع .وللقارئ حرية النقد وإكمال العمل القصصي أحيانا >> ،أي أن في ذلك اختلاف تلقي القصة الترابطية عن القصة الورقية ،فبإمكان المتلقي المستخدم ان يكمل النص القصصي ، <<كما يمكن للنص الواحد أن يتكون من مجموعة من النصوص ويتقل المستخدم عبر الروابط بين هته النصوص,حسب حاجاته مما يجعل النص القصصي خاضع للانترنيت الناجم عن جولان القارئ المستخدم داخل النص الواحد بين العديد من الملفات أو هوامش يتم تعينها عبر موجات نصية مثلا نجد "اضغط هنا"أو عبر الضغط على كلمات أو عبارات تكون مكتوبة بلون مغاير أو بخط غليظ أو على أشكال معينة كنجمة أو , نقطة أو سهم >> ،فالرابط هنا هو من يحيلنا على باقي النص القصصي الذي يتضمنه النص السابق ، وذالك بمجرد النقر عليها تظهر صور مدعمة للنص وبواسطة الروابط يمكن تحميلها بسهولة.
والقصة الرقمية << متجددة في تيماتها وأشكالها في مجال استهداف التقنيات واللغات والسابحين في الشبكة العنكبوتية ،وتواكب ما حولنا على مستوى التحولات العمييقة في نسج المعرفة الإنسانية >> . فبتطور الزمن تتغير الموضوعات والتيمات و نجد نصوصها غنية مستعملة فيها الدارجة و مصطلحات بالفرنسية او بالإنجليزية..لأن قراءها مفترضين ولا توجه لنخبة معينة هدفها إرضاء الجميع وفي كل مكان،وبما انها تواكب التحولات فشروط انتاجها تغيرت هي الأخرى .
4/ خاصية " الإنتاج"
هنا نتحدث عن قاص رقمي أو منتج قصة من نوع خاص،إنه نتاج منظومة فكرية متطورة ، لأن تطور الادب رهين بتطور كاتبه فهو قارئ تطور وأضحى عالم بالتقنية وشروط توظيفها حتى يتمكن من توظيف كل التقنيات التي تغني رقمية القصة من الصور والفيديو والروابط ...فلا بد من العلم بالتكنولوجيا حتى يتمكن من توظيفها بما يناسب ابداعه القصصي ،<<وهنا يكون الرهان مزدوج على القاص الرقمي فعليه التوفيق بين ما يتيحه خياله وبين إكراهات التقنية >> فالقاص المنتج الرقمي يدمج في قصته ما يوافق موضوعها من تقنيات ، وبرامج الوسيط الإلكترونيي مما يغني موضوع القصة ،<<وبهذا ينشر المبدع الرقمي قصته الرقمية دون رقيب ودون المرور برسميات النشر >> .
إن القاص الرقمي لا يلتزم بشروط النشر ولا بتراتبية الكتابة و خطيتها المعتادة في تنظيم أحداث القصة فحريته المتوفرة مع هذا الوسيط الجديد لا تفرض عليه الالتزام بالشكل المفروض في إنتاجية القصة أو تتبع المرحلة التي ينتمي إليها،<<إنه حر في اختيار مواضيعه والبدء بالتقديم او الغاؤه كليا ثم اختيار الشكل الذي أراده أن تظهر به قصته الرقمية >>
بهذا يكون القاص الرقمي خارج عن المألوف شكلا ومعنى وذلك بوجود القصة داخل الشبكة العنكبوتية ،فهي تفك عزلة المبدع حيث يعبر عن قيم مجتمعه وأسلوب عيشه فيها وعن مكبوتاته ومعانات مجتمعه بحرية تامة وإن <<القاص الرقمي لاتهمه المساحات الجغرافية ولا يوليها اهتمام ,فيعرض قصته الرقمية على جمهور ا فتراضي على حيز ما تحمله تلك اشبكة العنكبوتية التي تحمل نصه >> ، فبهذا لا تكون القصة الرقمية موجهة فقط للنخبة مرسومة بل هي لكل القراء الافتراضيين والباحثين عبر النت،وأثناء عمليته الإنتاج للقصة الرقمية نجد القاص <<يستحضر المتلقي المستخدم ضمنيا في كل تلك المدة التي ينتج فيها عمله القصصي >> ، فهو يدرس كيفية استقبال المتلقي لهذا العمل ويقدمه بما يوافق هذا القارئ الافتراضي.
ا لقصة لم تعد تعتمد على الكتابة فقط بل على كل مؤتمرات التكنولوجيا ,وقد نجد مثلا <<القاص يبدأ قصته الترابطية ولا ينهيها برغبة منه ويعطي لخيال القارئ فرصة في إكمالها >> ، فهو يعمل على التفاعل مع القارئ منذ البداية يصبح قارئا فاعلا وبذلك تصبح القصة الرقمية ملكا لهما معا بل ملكا لكل من دخل عالمها الافتراضي ، وهذا سيلج بنا عوالم <<موت المؤلف الرقمي الذي نادى به الناقد جورج لاندو Gorges l’ andaw حيث يخلق وعي جديد في التعامل مع النص المترابط >> إنه مفهوم معروف لرولان بارت لقي الممارسة الفعلية في الادب الرقمي .

5/ خاصية " التلقي " :
إن ما نادت به نظرية التلقي من اهتمام بالمتلقي بدا غريبا ومرفوض انذاك فقد نادت به التكنولوجيا الحديثة ،وإن عملية التلقي في القصة الترابطية مختلفة تماما عما كان سائدا فإنتاجية القارئ المستخدم لا تختلف عن إنتاجية القاص الرقمي ،لان عملية القراءة تتطلب تعلم شروط واليات استعمال الحاسوب كتشغيل لوحة المفاتيح و تحريك الفأرة والتحكم فيها وحتى الكتابة والنسخ...الخ،<<لأن لكل قراءة لحظتها وظروفها >> .
ويمكن أن نصف قارئ القصة الرقمية <<بأنه قارئ الجرائد الذي اعتاد التصفح السريع والتسلية...ولما تحولت الجرائد إلى الكترونية تحولت معها قراءتها وتلقيها،وأصبح قارئا إلكترونيا اعتاد القراءة في الحواسيب وأجهزة أخرى كدعامات القراءة اللوحية “I pad” أو الهواتف الذكية “Iphon” >> ،فهو قارئ ينتقي ما يقرأه مدمن على قراءة النصوص القصيرة يتعود فقط على السباحة داخل بحر من الورق ،فهو<<اعتاد قراءة ال”Sms” و ال”Email” كانت الومضات والرسائل لغة مبتكرة خاصة في علب ال “Chat” >> .

يمكننا أن ننعته بقارئ قصير النفس تثقل كاهله النصوص الطويلة الورقية ,فوجد ضالته في تلقي القصة الترابطية والتفاعل معها أكثر من التفاعل مع أي ابداع رقمي اخر ,<<فالقصة الترابطية تحقق أعلى نسب مع القراء الافتراضين من التركيز الذهني والتفاعل العقلي ،وفي الحديث عن التفاعل فالترابط التكنولوجي يساهم في تفاعل القصة مع أنماط أخرى أدبية ضمن العلاقات البنيوية ذات الصلة >>

إن قارئها مبحر ينشط الروابط عن طريقها يتجول داخل عوالم القصة الترابطية والمتلقي لا يفرض عليه شكل القصة قراءة معينة ويمكنه عدم تتبع تسلسلها فيستبق أو يرجع الى الوراء وينتقل بين فقراتها كما يشاء وتجدر الإشارة الى أن <<كل بداية معينة تؤدي إلى نتائج ونهاية مختلفة لأن نقطة انطلاق القارئ تحدد مصير الأحداث >> ،وأكثر من ذلك تزامنا مع عملية التلقي بإمكانه النقد والتعليق في ذات الوقت ونشر رؤيته ونقده << دون انتظار صدور مجلة أو ندوة >> وهنا يكمن دور المتلقي في عملية انتاج النص القصصي الرقمي وبشكل سلس وحر،فمتلقي القصة الترابطية سيد نفسه لا يفرض عليه شيء ووقته ملك له .
وأثناء عملية التلقي يمكن للقارئ التواصل مع قراء افتراضين لنفس القصة في الوقت ذاته ,فلا تعيقه المسافات ولا يعترف بالحدود الجغرافية ففي عملية التلقي الرقمية يكون اختصار الوقت وإلغاء أعباء التنقل بين البلدان .
وهذه العملية تعود بالنفع على الكل تخلق التلاقح المعرفي بين الامم والحضارات>
فجمهور القصة الرقمية ومتلقيها ليسو محدودين لا زمنيا ولا مكانيا ،فهي لكل متصفحي شبكة النت ليست حكرا على الأدباء وقراء معينين.

فالقارئ الرقمي بتفاعله مع النص القصصي الرقمي يشعر بأنه مالك لكل ما يقع على شاشة الحاسوب ،فهو متلقي أهمل لسنين طوال وأعاد إعلاء شأنه الأدب التفاعلي .،والمتلقي باستخدامه لروابط القصة وتحكمه في النص يلغي تلك الحدود التي تعزل بين عناصر العملية الإبداعية ،حتى يصبح المبدع متلقيا والمتلقي مبدعا وتتوازن انتاجيتهما ويتبادلان الأدوار وبهذا ينتج لدينا نصا الكترونيا تفاعليا ذو قيمة عالية بنبرة رقمية متميزة ملك لكل رواد النت او العالم الافتراضي .

وبما أن هؤلاء المتلقين يختلف دخولهم للقصة تختلف بالضرورة الرؤية التي يخرج بها كل واحد بعد انتهاء عملية التلقي ،مما يوسع أفق القصة الرقمية بتلك التعليقات والاقتراحات المختلفة<<ويمكن ان يدلي بتوقعاته عما ستسفر به الفصول القادمة أو حول تطور الأحداث وحياة الأشخاص ،مما يطور العمل القصصي >> وبهذا ينور أفكار القاص الرقمي التي تغني عملية الإنتاج فيما بعد ،ولأن لكل المستخدمين أثناء القراءة كذلك فرص للحوار الحي والحديث المباشر مع الكاتب الذي لم يكن من قبل من خلال الموقع الذي تعرض فيه القصة ويتم في غرف متخصصة اللحوار الأدبي من خلاله تظهر روح التفاعل الإيجابي في أرقى أشكالها.
إن ما يميز قارئ القصة الترابطية << صفة التفاعلية الافتراضية تخول له الحضور فيها والإسهام في بنائها >> إنها شراكة في عملية التأليف او الإنتاج فما بدأ به شخص يكمله الأخر بشكل متفاعل هذا يدل على << غياب الفردية وذوبانها في قالب الجماعة >> أي لم يعد للفردية أثر هنا ينصهر الكل في الكل .

إن القصة الرقمية بهذا المعنى أخلت وزعزعت النظرية الأدبية وثوابتها ، فأرجعت الفاعلية الادبية للمتلقي القارئ الذي أصبح في المركز وينتج نصا أخر أثناء قراءته التفاعلية يسمى <<ميتا محكي Meta –recit كما سماه Piere barboza> ، إنه قارئ العصر يتفاعل ويستوعب وينتج الأفضل بدوره.






























الحور الثالث : معيقات القصة الرقمية ورهاناتها
1/معيقات القصة الرقمية
القصة الرقمية فن أدبي جديد عرقل تطورها نحو الإبداع عدة معيقات ، مما جعل تجاربها محدودة.
فنجد نسبة الأمية بنوعيها:أمية القراءة والكتابة والأمية المعلوماتية مازلت تغطي فئة كبيرة من المجتمع مما يجعل الإطلاع على القصة الرقمية وقراءتها يكون لدى نخبة معينة فقط ، أي عدد الانترنتيون Les Internautes قليل خصوصا المهتمين بها ،بالإضافة إلى ذلك إن مبدعي القصة الترابطية لا يتوفرون على الظروف الملائمة في الدول العربية مما يدفعهم للهجرة إلى الخارج <<فأصبحت مجتمعاتنا العربية مراكز لتكوين الأدمغة وتقدمها كهدايا للدول الخارجية > ، وبهذا يكون عدد المبدعين محدود.

وكما ان موقف الرفض من طرف النقاد المحافظين تجاه القصة الرقمية ، فاعتبروا التقنياتها الجديدة دخيلة وتقليد للإبداعات الغربية لا غير،ويدعون من خلال كلامهم إلى المحافظة على النمطية السردية للقصة الأدبية وعلى تسلسلها المعتاد ، بدعوى ان القصة الرقمية بما تقدمه من صور وتجسيد لأحداث تخرق أفق انتظار القارئ ، وفي الوقت ذاته تخل باستقلالية الاجناس الأدبية عندما نستعمل مثلا مقاطع شعرية فيها ، كما أنه يقضي على صاحب القصة مما يجعلهم يؤكدون رفض القصة في أوساطنا الأدبية العربية ،علاوة على ذلك فإنهم يصفون من يلجأ إليها بأنهم عديمي الموهبة ليتوسلوا بالتقنية في ظل ضعفهم الأدبي .
وفي حقيقة الأمر فهي تعبر عن مدى انخراطنا في الحداثة و استيعابنا للشروط التقنية و استثمارها في التعبير الأدبي و الاستفادة منها،وإن الرافضين لها يعطوا بذلك الشرعية لتقاعسهم وعجزهم عن ولوج العالم الافتراضي.
ومن المشاكل كذالك التي تواجه القصة الرقمية مشكلة النشر الإلكتروني العربي فهو مازال منغلق على ذاته ،وكذا البحث الأكاديمي غير جريء في الانخراط في الثورة الرقمية ،كما أننا نجد عدة كتاب أو قصاصون يتخوفون من دمج إبداعاتهم بالتكنولوجيا ، لأن اعتقاداهم أن التقنية ستفقد القصة أدببتها ورونقها الخيالي .

كما أنه لا توجد مؤسسة عربية تكنولوجية تترأس النشر الأدبي الإلكتروني عبر الشبكة ، مما يجعل إبداعات القصة الرقمية العربية محدودة جدا في حاملها الجديد ، بل يمكننا إعتبار تلك التجارب مبادرة أو تحدي تكنولوجي في ظل هذه المعيقات .

ولما تغير حامل القصة إلى إلكتروني واجهت معيقات ومشاكل مختلفة ، وطبيعي أن تكون لها رهانات مختلفة كذلك متعلقة بالعصر التقني . فنجد محمد اشويكة يعبر بلغة عصرنا عن الكوجيطو الديكارتي يقول:<<لدي موقع إلكتروني إذن أن موجود >>
2/رهانات القصة الرقمية
تراهن القصة الرقمية على : أولا أن يكون لها نصيبها داخل الدراسات الحليلية كتلك المخصصة للرواية والشعر وثانيا أن تكون لها مكانة بين الإبداعات الرقمية العالمية حتى تفرض وجودها ،وتستوعب الشروط التكنولوجية وتتطور أشكال صياغتها والتفاعل معها ،وهذا سيتم بتظافر جهود النقاد والمبدعين ورجال الفكر والإعلام والتعليم...إلخ كل من موقعه ،حتى تصل القصة الرقمية رهاناتها المرسومة .
إن رهان القصة النقدي متابعة النقد للأعمال القصصية الرقمية والتنظير لها ولمستقبلها يؤهلها ويصوب أخطاءها ويزيد بعجلة الابداع القصصي إلى الأمام.

كما يراهن الأدب الرقمي عموما ) القصة الرقمية ( على جيل تكنولوجي وذلك بإدماج الانترنيت وبرامج المعلوميات في الدفتر البيداغوحي في المرحلة الابتدائية ، مثلا تستعمل القصة من أجل تنمية الذكاء لدى التلاميذ فيستخدمها المعلم كوسيلة تعليمية تنمي القدرة الأدبية والقدرات العقلية وتعودهم على التفاعل الإيجابي ، <<فهي تعد تغيرا نموذجيا في مجال التعليم حيث ينتقل التركيز من طريقة الشرح والأوامر في التعليم التركيز على عمليات الإيصال من خلال أنظمة حديثة تقدم للمتلقي المعلومة من خلال الألوان الحركات والمؤثرات الصوتية >> ، أنها تعتمد المثيرات السمعية والبصرية فينعكس إيجابا على ذاكرة المتلقي) المتعلم ) وتخلق عنصر التشويق والوضوح مما يجعل المادة تستوعب بسهولة.

إن العديد من العلماء يؤكدون أن القصة الرقمية <<سهلة التذكر والاسترجاع تسهم في رفع مستوى التعليم >> ,كما أن ادماج البرامج الالكترونية بما فيها كيفية كتابة إبداع رقمي على شاشة الحاسوب وكيفية تحميله ونشره...إن تم توظيفه تدريجيا في برامج معاهد التكوين والمستويات التعليمية ، سيؤهل الأفراد إلى التعبير تكنولوجيا عن تحولات مجتمعهم وتجسيدها في الإنتاجات الأدبية الرقمية مما يخلف لدينا خزانة غنية بقصص رقمية محلية.
كما أن <<فتح شعب وأقسام للمعلوميات في كلية الأدب >> حتى لا تبقى حكرا على جامعة العلوم ،ثم قيام الطلبة الباحثين بإنجاز مواقع إلكترونية للأعلام العرب الكبار و <<ونقل أعمال مخطوطة ومطبوعة إلى مواقع متفاعلة كما كان من قبل من بحوث في تحقيق المخطوطات >> حتى يكون الطلبة مؤهلون على التعبير في إبداعاتهم بالشكل الرقمي .
إن الرهان في العصر التكنولوجي هو اتساع رقعة القصة الرقمية وتعدد كتابها حتى تلحق بالركب التكنولوجي العالمي .







الموضوع  الأصلي : الفصل الأول من بحت تخرجنا لنيل شهادة الأجازة ما رأيكم................ المصدر : منتديات سميرة الكاتب :malake

اسمي الحقيقي هو وفاء


الموضوع  الأصلي : الفصل الأول من بحت تخرجنا لنيل شهادة الأجازة ما رأيكم................ المصدر : منتديات سميرة الكاتب :malake

بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء بكاء سيب سيب سيب ولا رد ولا رررررررررررررررد
وأول منتدى وضعته فيه ولم أجد ولا نصف رد ليس حتى رد متكامل


الموضوع  الأصلي : الفصل الأول من بحت تخرجنا لنيل شهادة الأجازة ما رأيكم................ المصدر : منتديات سميرة الكاتب :malake

ملك تشرفت بمعرفة اسمك الحقيقي..بحثك رائع جدااااا ومميز يوحي بثقافتك المفعمة بالانجاز والطموح فعلااااااا ذهلت به كثيرااا ثم لم الحذف صدقيني موضوعك مهم جدااااا لمن اراد الاستعانة به لغرض شخصي كبحوث مدرسية مثلا او مذكرات للتخرج مثلا  فالادب  هاجس كل انسان سواءا مثقفا او مبتدئا او مطالع فقط..فعلا سلمت يداك واحييكي طالبتنااااا النجيبة  تقبليي مرووري المتوااااااضع


الموضوع  الأصلي : الفصل الأول من بحت تخرجنا لنيل شهادة الأجازة ما رأيكم................ المصدر : منتديات سميرة الكاتب :ام عاصم

بحث رائع وغني بالمعلومات

وانصحك انت ازرعي بذور العلم ولاتنتظري الشكر من احد وانتريه من الله

وكما تعلمي فانه ليس شرط ان نرد على كل مانقرا

بحثك رائع وانصحك بعد حذفه  اتركيه ليستفاد منه وتنالي اجره

واذا كنتي تودين الحذف فسالبي رغبتك


الموضوع  الأصلي : الفصل الأول من بحت تخرجنا لنيل شهادة الأجازة ما رأيكم................ المصدر : منتديات سميرة الكاتب :سليمو

بااااااااااارك الله فيك اخي سليموووو قلت الصواااااب ولك الثووواب باذن الله   ...وفاء اظن انها ستغير رايها في حذف موضوعهاااااا صحيييح وفاااااااء اسمعي الكلمة


الموضوع  الأصلي : الفصل الأول من بحت تخرجنا لنيل شهادة الأجازة ما رأيكم................ المصدر : منتديات سميرة الكاتب :ام عاصم

مشكورين على تشجيعاتكم لكن صدمت ولا رد رغم أنني لا أنتظر الشكر أنتظر وجهات نظركم كيف ما كانت اول منتدى أضعه فيه ولم أجد ولا رد لا ينبغي ان ننتظر الشكر لكي نعطي اكثر لكن خفت ان لايكون في المسوى ولم تعطوهو أي اهتمام رغم أنه اول بحث قي هد الموضوع في منطقتنا حصلنا على نقاط عالية فيه بكل تواضع أن المراجع قليلة في ما يخص القصة الرقمية لكن الأدب الرقمي بصفة عامة كثيرة هي الكتب التي تعرفه عكس القصة الرقمية فكاتب واحد ووحيد الدي ألف قصص رقمية ويوجد كاتب أردني وكتاب اخرون لكنهم قليلون جدا مقارنة ب الغرب


الموضوع  الأصلي : الفصل الأول من بحت تخرجنا لنيل شهادة الأجازة ما رأيكم................ المصدر : منتديات سميرة الكاتب :malake

شكرا لكم على كلماتكم فعلا هي من دهب


الموضوع  الأصلي : الفصل الأول من بحت تخرجنا لنيل شهادة الأجازة ما رأيكم................ المصدر : منتديات سميرة الكاتب :malake

ملك غاليتي صراحة لم انتبه لوضع موضوعك الا متاخرة..معذرة منك وكما يقال ان تصل متاخرا خير من ان لا تصل ابداااا..المهم افتخري ببحثك وارفعي راسك الى العنان فما احوج امتنا لاناس شغلهم خدمة الادب العربي في الوقت الذي اصبح مقياس الدول العربية الغناء والتمثيل كما يقولون انه فن الاجياااااااااال تحياتي اخية


الموضوع  الأصلي : الفصل الأول من بحت تخرجنا لنيل شهادة الأجازة ما رأيكم................ المصدر : منتديات سميرة الكاتب :ام عاصم